أنواع المجاهدة في رمضان
--------------------------
اعلم أن المؤمن يجتمع له في رمضان جهادان لنفسه ؛ جهاد بالنهار على الصيام ، وجهاد بالليل على القيام ، فمن جمع بين هذين الجهادين ، ووفّى بحقوقهما ، وصبر عليهما ، وُفِّي أجره بغير حساب .
قال كعب : ينادي يوم القيامة منادٍ : إن كلَّ حارثٍ يُعطى بحرثه ويُزاد ، غير أهل القرآن والصيام ، يُعطون أجورهم بغير حساب ، ويشفعان له أيضاً عند الله عز وجل ، كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ؛ يقول الصيام : أيّ ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفّعني فيه ، فَيُشَفَّعان ) (1) .
فالصيام يشفع لمن منعه الطعام والشهوات المحرّمة كلها ، سواء كان تحريمها يختصُّ بالصيام ، كشهوة الطعام والشراب والنكاح ومقدماتها ، أو لا يختص به ، كشهوة فضول الكلام المحرّم ، والنظر المحرم ، والسماع المحرّم ، والكسب المحرّم ، فإذا منعه الصيام من هذه المحرّمات كلها ، فإنه يشفع له عند الله يوم القيامة ، ويقول : يا ربّ ! منعته شهواته ، فشفعني فيه ، فهذا لمن حفظ صيامه ، ومنعه من شهواته .
فأمّا من ضيّع صيامه ، ولم يمنعه ممّا حرّمه الله عليه ، فإنه جدير أن يضرب به وجه صاحبه ، ويقول له : ضيّعكَ الله ، كما ضيّعتني ، كما ورد مثل ذلك في الصلاة .
قال بعض السلف : إذا احتُضر المؤمن يقال للملك : شمّ رأسه . قال : أجد في رأسه القرآن . فيُقال : شُمّ قلبه . فيقول : أجدُ في قلبه الصيام . فيقال : شُمَّ قدميه . فيقول : أجد في قدميه القيام . فيقال :
حَفِظَ نفسَهُ ، حَفِظَهُ اللهُ عزّ وجلّ .
وكذلك القرآن إنما يشفع لمن منعه من النوم بالليل ، فإنّ من قرأ القرآن وقام به ، فقد قام بحقه فيشفع له .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ينبغي لقارىء القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون ، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبورعه إذا الناس يخلطون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون .
وقال محمد بن كعب : كنّا نعرف قارىء القرآن بصفرة لونه ؛ يُشيرُ إلى سهره وطول تهجده .
وقال وهيب بن الورد : قيل لرجل : ألا تنام ؟ قال : إنّ عجائب القرآن أطرْنَ نومي .
وقال أحمد بن أبي الحواري : إني لأقرأ القرآن ، وأنظر في آية آية ، فيحير عقلي بها ، وأعجب من حُفّاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ، ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا ، وهم يتلون كلام الله ؟ أما إنهم لو فهموا ما يتلون ، وعرفوا حقّه ، وتلذذوا به ، واستحلوا المناجاة به ، لذهب عنهم النوم فرحاً بما قد رزقوا .
وأنشد ذو النون :
منع القرآن بوعده ووعيده .......... مُقَلَ العيون بليلها لا تهجعُ
فَهِموا عن الملك العظيم كلامه ..... فهماً تذِلُّ له الرقابُ وتخضَعُ
شهر رمضان / من كلام الحافظ بن رجب الحنبلي
-----------------------------------------------------------------------
(1) صحيح الجامع الصغر
--------------------------
اعلم أن المؤمن يجتمع له في رمضان جهادان لنفسه ؛ جهاد بالنهار على الصيام ، وجهاد بالليل على القيام ، فمن جمع بين هذين الجهادين ، ووفّى بحقوقهما ، وصبر عليهما ، وُفِّي أجره بغير حساب .
قال كعب : ينادي يوم القيامة منادٍ : إن كلَّ حارثٍ يُعطى بحرثه ويُزاد ، غير أهل القرآن والصيام ، يُعطون أجورهم بغير حساب ، ويشفعان له أيضاً عند الله عز وجل ، كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ؛ يقول الصيام : أيّ ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفّعني فيه ، فَيُشَفَّعان ) (1) .
فالصيام يشفع لمن منعه الطعام والشهوات المحرّمة كلها ، سواء كان تحريمها يختصُّ بالصيام ، كشهوة الطعام والشراب والنكاح ومقدماتها ، أو لا يختص به ، كشهوة فضول الكلام المحرّم ، والنظر المحرم ، والسماع المحرّم ، والكسب المحرّم ، فإذا منعه الصيام من هذه المحرّمات كلها ، فإنه يشفع له عند الله يوم القيامة ، ويقول : يا ربّ ! منعته شهواته ، فشفعني فيه ، فهذا لمن حفظ صيامه ، ومنعه من شهواته .
فأمّا من ضيّع صيامه ، ولم يمنعه ممّا حرّمه الله عليه ، فإنه جدير أن يضرب به وجه صاحبه ، ويقول له : ضيّعكَ الله ، كما ضيّعتني ، كما ورد مثل ذلك في الصلاة .
قال بعض السلف : إذا احتُضر المؤمن يقال للملك : شمّ رأسه . قال : أجد في رأسه القرآن . فيُقال : شُمّ قلبه . فيقول : أجدُ في قلبه الصيام . فيقال : شُمَّ قدميه . فيقول : أجد في قدميه القيام . فيقال :
حَفِظَ نفسَهُ ، حَفِظَهُ اللهُ عزّ وجلّ .
وكذلك القرآن إنما يشفع لمن منعه من النوم بالليل ، فإنّ من قرأ القرآن وقام به ، فقد قام بحقه فيشفع له .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ينبغي لقارىء القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون ، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبورعه إذا الناس يخلطون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون .
وقال محمد بن كعب : كنّا نعرف قارىء القرآن بصفرة لونه ؛ يُشيرُ إلى سهره وطول تهجده .
وقال وهيب بن الورد : قيل لرجل : ألا تنام ؟ قال : إنّ عجائب القرآن أطرْنَ نومي .
وقال أحمد بن أبي الحواري : إني لأقرأ القرآن ، وأنظر في آية آية ، فيحير عقلي بها ، وأعجب من حُفّاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ، ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا ، وهم يتلون كلام الله ؟ أما إنهم لو فهموا ما يتلون ، وعرفوا حقّه ، وتلذذوا به ، واستحلوا المناجاة به ، لذهب عنهم النوم فرحاً بما قد رزقوا .
وأنشد ذو النون :
منع القرآن بوعده ووعيده .......... مُقَلَ العيون بليلها لا تهجعُ
فَهِموا عن الملك العظيم كلامه ..... فهماً تذِلُّ له الرقابُ وتخضَعُ
شهر رمضان / من كلام الحافظ بن رجب الحنبلي
-----------------------------------------------------------------------
(1) صحيح الجامع الصغر
الإثنين يوليو 30, 2012 1:58 pm من طرف Admin
» منقول من التراس الدنابيق / شباب القرية يردون بالمستندات والصور على الشروعات التي قام بها الشريف
الإثنين يوليو 30, 2012 1:44 pm من طرف Admin
» منقول من التراس االدنابيق / بعض الصور من النظافة بمقابر القرية
الإثنين يوليو 30, 2012 1:21 pm من طرف Admin
» رمضــــــــــــــــــــــــــــــــان كريم على كل أهالينا أهل الدنابيق
الإثنين يوليو 30, 2012 12:48 pm من طرف Admin
» تجمهر أهالي قرية الدنابيق أمام مركز شرطة المنصورة والتهديد بالاعتصام بسبب الكهرباء
الجمعة مايو 11, 2012 4:13 pm من طرف نـــــــــــــــــــور
» المعلم ضاحى السيد نجار موبليا
الخميس أبريل 05, 2012 11:00 pm من طرف salahyaseen
» جون سينا الدنابيق .. اترك تعليق
الأربعاء مارس 21, 2012 4:53 pm من طرف نـــــــــــــــــــور
» أحتفالية مركز شباب الدنابيق بالمولد النبوي الشريف
الأربعاء مارس 21, 2012 4:37 pm من طرف نـــــــــــــــــــور
» وظائف خالية بمستشفيات المنصورة : طرف المهندس / أحمد صالح
السبت فبراير 18, 2012 8:18 am من طرف Admin